اذا تحدثنا عن الاتحاد والاعتصام فانا افضل ان نبدا بالتحدث عن الوحدة العربية التى كانت ومازلت هى حلم العرب ولذلك سندع من يتحدث عن ذلك الحلم هو الشعر العربى هذا التراث الذى مافرق بين شعر مصرى او شامى او خليجى بل هو الشعر العربى متى يعلنون وفاة العرب ؟
أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلدٍ
تُسمّى - مجازا - بلدَ العَرَبْ
...تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ
وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
...ككلّ العصافير فوق الشجرْ
أحاول رسم بلدٍ
تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
...وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ
2
...أحاولُ رسْمَ بلدٍ
.لها برلمانٌ من الياسَمينْ
.وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ
.تنامُ حمائمُها فوق رأسي
.وتبكي مآذنُها في عيوني
.أحاول رسم بلدٍ تكون صديقةَ شِعْري
.ول تتدخلُ بيني وبين ظُنوني
.ول يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني
...أحاولُ رسْمَ بلدٍ
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
3
...أحاول رسم مدينةِ حبٍ
...تكون مُحرّرة من جميع العُقَدْ
...فليذبحون النوثةَ فيها...وليقمَعون الجَسَدْ
4
...رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمال
...ولفائدهْ
...فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ
-وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّين
...رائحةٌ واحدهْ
وكل رجالِ القبيلةِ ليمْضَغون الطعامْ
.ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ
5
...أحاول منذ البداياتِ
...أن لأكونَ شبيها بأي أحدْ
.رفضتُ الكلمَ المُعلّب دوما
...رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ
6
.أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها
، فبعضُ القصائدِ قبْرٌ
.وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ
...وواعدتُ آخِرَ أنْثى
...ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ
7
أحاول أن أتبرّأ من مُفْرداتي
...ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ
.وأنفُضَ عني غُباري
...وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ
...أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ
...وداعا قريشٌ
...وداعا كليبٌ
...وداعا مُضَرْ
8
أحاول رسْمَ بلدٍ
تُسمّى - مجازا - بلدَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها ثابتٌ
...لكي أعرفَ الفرقَ بين البلدِ وبين السُفُنْ
.ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي
...ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ
9
أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
...وأسّست أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ
...ليستقبلَ العاشقينْ
...وألغيتُ كل الحروب القديمةِ
...بين الرجال...وبين النساءْ
...وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ
...وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ
...ولكنهم...أغلقوا فندقي
...وقالوا بأن الهوى ليليقُ بماضي العربْ
...وطُهْرِ العربْ
...وإرثِ العربْ
!!فيا لَلعجبْ
10
?أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
...وأسبحَ ضد مياه الزمنْ
,وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا
.وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ
أحاول أن أتخيّل جنّة عَدْنٍ
...وكيف سأقضي الجازةَ بين نُهور العقيقْ
...وبين نُهور اللبنْ
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
...فل قمرٌ في سماءِ أريحا
...ول سمكٌ في مياهِ الفُراطْ
...ول قهوةٌ في عَدَنْ
11
...أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ
...وأزرعَ نخل
...ولكنهم في بلدي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيل
!!ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ
12
...أحاول - سيدتي - أن أحبّك
...خارجَ كلِ الطقوسْ
...وخارج كل النصوصْ
وخارج كل الشرائعِ والنْظِمَهْ
...أحاول - سيدتي - أن أحبّك
...في أي منفى ذهبت إليه
- لشعرَ - حين أضمّك يوما لصدري
...بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ
13
أحاول - مذْ كنتُ طفل ، قراءة أي كتابٍ
.تحدّث عن أنبياء العربْ
...وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ
فلم أر إل قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
...من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ
!!فيا للعَجَبْ
...ولم أر إل قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء
...وبين الرُطَبْ
!!فيا للعَجَبْ
...ولم أر إل جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ
...ليِ رئيسٍ من الغيب يأتي
...وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي
...وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ
!!فيا للعَجَبْ
14
،أنا منذ خمسينَ عاما
.أراقبُ حال العربْ
...وهم يرعدونَ ، وليمُطرونْ
...وهم يدخلون الحروب ، وليخرجونْ
وهم يعلِكونَ جلود البلغةِ عَلْكا
...ول يهضمونْ
15
أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلدٍ
تُسمّى - مجازا - بلدَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
.وحينا رسمت بلون الغضبْ
:وحين انتهى الرسمُ ، ساءلتُ نفسي
...إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
...وليس لديهم بناتٌ
...وليس لديهم بَنونْ
، وليس هنالك حُزْنٌ
!!وليس هنالك مَن يحْزُنونْ
16
أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
.قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ
...رأيتُ جُيوشا...ول من جيوشْ
...رأيتُ فتوحا...ول من فتوحْ
...وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ
...فقتلى على شاشة التلفزهْ
...وجرحى على شاشة التلفزهْ
...ونصرٌ من ال يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ
17
أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
.نتابع أحداثهُ في المساءْ
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
18
أنا...بعْدَ خمسين عاما
...أحاول تسجيل ما قد رأيتْ
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
...أمْرٌ من ال...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ
...ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ
...!!رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الثاث القديمْ... ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ
الرئيسية 
