بسم الله الرحمن الرحيم
البلاء فى القرآن
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله وبعد :
هذا مقال عن البلاء فى القرآن
الله هو المبتلى :
إن الله هو المبتلى وهو المجازى ففى سفينة نوح(ص)وغرق قومه آيات والله كان هو المبتلى أى المجازى للطائفتين مصداق لقوله بسورة المؤمنون "إن فى ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين "
لماذا يبلونا الله؟
إن سليمان (ص)لما رأى كرسى عرش ملكة سبأ أمامه قال هذا من فضل ربى ليبلونى أى ليعرف هل أشكر أم أكفر ومن ثم فالله يبلونا ليعرف شكرنا من كفرنا وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر "
والله خلق الإنسان من نطفة مختلطة والسبب أن يبتليه أى أن يعرف شكره من كفره فى الاختبارات وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان "إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه "
لماذا خلق الله زينة الأرض؟
جعل الله ما على الأرض زينة لها والسبب لنبلونهم أى لنعرف أيهم أحسن عملا وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا "فقد خلق الله الكون ومنه الأرض ومما فيه الموت والحياة لنفس السبب فقال بسورة هود"وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه من الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا " بسورة هود"الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا "
بماذا يبلونا الله ؟
قال الله ونبلوكم أى ونختبركم بالشر وهو الأذى والخير وهو النفع فتنة وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "ونبلوكم بالشر والخير فتنة "وفسر هذا بأن قال وبلوناهم أى واختبرناهم بالحسنات وهى الخيرات والسيئات وهى الشرور لعلهم يتوبون وفى هذا قال بسورة الأعراف "وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون "
أنواع الابتلاء بالشر:
بين الله للمسلمين أنه يبتليهم أى يختبرهم بالأذى المتنوع التالى :
بعض من الخوف وبعض من الجوع ونقص من الأموال ونقص من الأنفس ونقص من الثمرات وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ولنبونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات "
لماذا يبلو الله المسلمين ؟
قال الله ولنبلونكم أى ولنختبرنكم حتى نميز المجاهدين منكم والصابرين وفى هذا قال بسورة محمد"ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين "
لماذا لم ينتقم الله من الكفار ؟
إن الله لو أراد لانتقم من الكفار فى الدنيا على الفور ولكنه يتركهم ليبلوا أى ليمتحن بعضكم ببعض وفى هذا قال بسورة محمد"ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض "
لماذا لم يجعلنا الله أمة واحدة ؟
إن الله لو أراد جعل الناس أمة واحدة ولكنه لم يرد هذا والسبب ليبلوكم فيما أتاكم أى ليختبركم فى الذى أعطاكم وهو ما فى الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم "
بلاء الأخبار :
فى يوم القيامة تبلو أى تعرف كل نفس ما أسلفت أى ما عملت وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت "والله يبلو أى يعرف أخبار الناس وهى أعمالهم وفى هذا قال بسورة محمد"ونبلوا أخباركم "والله قادر على إعادة الإنسان يوم تبلى أى تكشف أى تعلم السرائر وفى هذا قال بسورة الطارق "إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر "
الابتلاء بالصيد :
بين الله للمؤمنين أنه سيبلوهم أى سيختبرهم بشىء من الصيد تأخذه كل من الأيدى والرماح وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "يا ايها الذين أمنوا ليبلونكم الله بشىء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم "
البلاء بالفسق :
إن الله يبلو أى يعاقب الناس بسبب أنهم كانوا يفسقون أى يكفرون وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون "
البلاء الحسن :
إن المؤمنين يبلون فى الجهاد بلاء حسنا أى يبذلون فى القتال جهدا عظيما وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال "وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا "
ابتلاء إبراهيم (ص)
ابتلى أى اختبر إبراهيم ربه بكلمات فعملهن وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة"وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن "
ابتلاء الإنسان :
إن الإنسان وهو الكافر إذا ما ابتلاه أى أختبره ربه فأعطاه ونعمه فيقول ربى أكرمن وأما إذا ما ابتلاه أى ما امتحنه فقلل له نفعه فيقول ربى أذلنى وفى هذا قال تعالى بسورة الفجر "فأما الإنسان إذا كا ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربى أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربى أهانن "
لماذا صرف الله المسلمين فى أحد ؟
صرف الله المسلمين عن الكفار فى أحد ليبتليهم أى ليختبر أى ليعرف ما فى صدروهم وفى هذا قال بسورة آل عمران "ثم صرفكم عنهم ليبتليكم "وقال "وليبتلى الله ما فى صدوركم "
ابتلاء اليتامى :
طلب الله من المسلمين قضاة وأوصياء ابتلاء أى امتحان عقل اليتامى إذا بلغوا سن النكاح فإن وجدوا رشدا أى عقلا فعليهم دفع مالهم لهم وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم "
ابتلاء المؤمنين فى الأحزاب
ابتلى أى اختبر الله المؤمنين فى غزوة أحد وقد زلزلوا زلزالا عظيما وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا "
البلاء المبين :
إن إرادة إبراهيم(ص)تنفيذ رؤية ذبح ابنه وعمله على هذا هو البلاء أى الإختبار العظيم وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين "
كما ان قيام قوم فرعون بتقتيل أولاد بنى إسرائيل واستحياء نسائهم هو بلاء أى متحان من ربهم عظيم وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبنائكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم "وقد أعطى الله بنى إسرائيل من الآيات ما فيه بلاء أى اختبار كبير فقال بسورة الدخان "وأتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين "
ابتلاء النهر :
قال طالوت لجيشه إن الله مبتليكم أى مختبركم بعين فمن شرب منها فليس منى ومن لم يشرب سوى غرفة بيده فهو منى وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من اغترف غرفة بيده "